Almuhajra

الشاعرة

أقصوصة نورة

التصنيف: فن الأقصوصة

حازت على المركز الأول<br />
في جائزة جامعة الحدود الشمالية للكتابات الأدبية<br />
تحت رعاية قسم اللغة العربية للعام 1434هجرية<br />
<br />
<br />
<br />
الإهداء / إلى أعضاء منتدى عنزة الوائلية<br />
وكل من منحني في هذا المنبر الحب والاحترام والدعم المعنوي<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
انت ما تذكرني<br />
لكن أنا<br />
.. مانسيتك<br />
وحشتني ليه مدري<br />
أشتاق لك دايما<br />
تعبت أبفهم شعوري<br />
شيء أقوى مني<br />
شيء ماهو بيدي<br />
أحس اني وغصب عني أحن لك<br />
أحس انك قريب مني رغم بعد المسافة<br />
وش السبب<br />
.......... عجزت أعرف<br />
<br />
تفتقد ابن الجيران (منصور) تفتقده بشده<br />
لاشيء يربطها به سوى معرفة سطحية جدا<br />
احتفظت برقم هاتفه الذي وصل لها بالصدفة حين اتصلت جارتهم أم منصور من هاتفها<br />
كتبت له هذه الرسالة على الهاتف<br />
الرسالة التي لا عنوان لها<br />
ثم مسحتها بسرعة<br />
مسحتها بخوف<br />
مسحتها وهي تنهر نفسها عن التهور في الانسياق خلف أفكار لا تعرف كيف تصنفها<br />
أ هي هوىً أم هذيانٌ أم واقعُ تهرب منه<br />
انتابها شعور بالكبت بعد أن ظنت أن كتابة تلك الرسالة التائهة ستخفف عنها<br />
لكنها ازدادت حسرة حين مسحتها<br />
فاغرورقت عيناها بالدموع<br />
حاولت حبسها<br />
أشاحت بوجهها نحو زجاج النافذة حين ترجل (الأسطى دسوقي) ليجلب لهما طعام الإفطار<br />
راحت تراقب الصنايعية والبنائين والماره يتوافدون على كشك الطعمية والفول<br />
نظر اليها فجأة العجوز من خلف المنضدة ، نظر وكأنه يقرأ الحزن في عينين ذابلتين<br />
كان رجلا سميناً يلف رأسه بمنديل مربوط من خلف أذنيه الى قمة رأسه ، انحسر عن جبهة عريضة ، و وجه مشرئب بحمرة ، مكتنز الأوداج ، ذو شارب كث ، أمال رأسه على كتفه الأيسر و هو يسكب الإدام بطمأنينة المثابر الذي نال منه التعب على مر السنين ، أمام الكشك في ظلال بيوت الحارة العتيقة عصافير صغيرة اعتادت أن تراها كل صباح تقفز قفزات قريبة الى الأرض بشكل يثير الشاعرية ، تُرى هل تقتات على فُتات الخبز أم هناك من يرمي لها الحَب من الرواشن والمشربيات ، سبحان من تكفل بها ، سقطت دمعتها ، كانت سريعة التأثر ، رقيقة القلب ، رومنسية و قريبة الدمعة ، بل إنها مثقلة بضغوط الاغتراب والوحدة والشوق الى الأهل و افتقاد الحب<br />
حاولت أن تفهم سبب هذا الاهتمام بشخص بعيد كل البعد عنها ، شخصٌ لم يدر ذكرها بخلده يوما ً ، عاد (عم دسوقي) يحمل كيساً تفوح منه رائحة العيش البلدي في صباح يوم من أيام فصل ذاك الشتاء القاسي في بلدة عتيقة تحتضن حضارات الماضي و الحاضر جنبا الى جنب ، وما إن انطلقت بها السيارة حتى عادت تدوّن في هاتفها من جديد ما تجده من مشاعر الحنين والوحدة والخوف الذي يلازمها رغم توجه كل الظروف الى إسعادها لكن حزناً ما اختبأ بين جنباتها حزناً رهيباً تجهل أسبابه ، و حَيْرةً تتمنى لو تنتهي في أسرع وقت ...<br />
نوره ! نمتي ؟<br />
فجأة تسلل الى مسامعها صوت زميلتها وهي توقظها<br />
وما ان انتبهت نورة وفتحت عينيها مبتسمة حتى تعرضت لطلق ناري قريب اخترق الباب الذي من جهتها رصاصة استقرت في ذلك القلب الرقيق<br />
لقد مرت السيارة بالقرب من مظاهرات شعبية في ميدان التحرير<br />
لم تهتم نورة بالسياسة يوما ، كانت كتلة من المشاعر الرقيقة<br />
<br />
نورة .. كانت طالبة مغتربة في القاهرة ، تشاركها زميلتها البحرينية (مريم) في السكن خارج سور الجامعة في غرفة فوق سطوح أحد المباني القديمة التي تملكها ( طنط استر (خواجاية يونانية) عجوز نصرانية طيبة المعشر ، أمضت نورة زمنا وهي بعيدة عن أسرتها رغبة في إتمام دراسة الأدب الانجليزي ، خلفت وراءها قصة حب من طرف واحد حب صامت لم يتعدى دفتر خواطرها .<br />
كانت قد تلقت في مساء الليلة الماضية قبل مصرعها اتصالا من أسرتها في جدة تخبرها أن ابن عمها قد خطبها و هم ينتظرون عودتها بفارغ الصبر لإتمام مراسم الزفاف في عطلة الصيف المقبل كانت ستعود لتفرح قلب والدتها وهي تحمل شهادة التخرج وتحمل أشياء أخرى في ذاك القلب الذي دفن فيه حب يتيم حب تائه لا مستقبل له ، لكنها استيقظت والدموع تبلل وجهها ثم فارقت الحياة ، الحياة التي لم تنصف قلبها اليافع .<br />
<br />
قصة قصيرة جدًا<br />
الزمان: يناير 2011<br />
المكان: أحياء القاهرة<br />
الشخصيات حسب الظهور :<br />
(نورة ، منصور ، مريم ، العم دسوقي ، بائع الفول ، طانط استر ، أم نورة ، أم منصور )<br />
<br />
<br />
بقلم : المهاجرة<br />
ظهر الأربعاء الثالث من ربيع الثاني 1434هـ<br />
12:22 p.m

مشاركة على مشاركة على
العودة إلى قائمة الأشعار