Almuhajra

الشاعرة

المتحاذقون البؤساء

التصنيف: المقالات

المتحاذقون البائسون
=-=-=-=-=-=-=-=

أيها الثعلب الماكر الخبيث .. أتظن بأني شاة عمياء ؟!!
لقد تعاملت في حياتي مع كثير من الناس من طينتك ، منذ أيام الدراسة الإبتدائية وحتى الجامعة ، وفي فترة البطالة وما تخللها من فترات عمل كنت دائما أصطدم بأمثالك من المريضين والمريضات بداء الغيرة وعقدة النقص .

في كل مرة كان هناك شخص من عينتك ، بابتسامتك الصفراء المرسومة عنوة ، والتي تخفي بها دناءة نفسك التي تعشق وبشغف البحث عن هفوات الآخرين خاصة من يهددون عرش ( أناك ) ويشكلون خطرا على مخططاتك وطموحاتك اللامتناهية.

وديدنك الدوران في نفس الخط المنحني بنفس الاتجاه ، لا تلتفت لتوسع مداركك أكثر ولا تصغي لتسمع ما تخشى أن تسمعه ، تغلق عيناك عن النصح وتصم آذانك عن التوبيخ ، ولا تزال في نهجك تحصي أنفاس من يشكلون لك شبحا يسيطر على عقلك الصغير ، وتعد هفواتهم وعثراتهم ، وحتى إن لم يكن هناك لهم ثغرات تتسلل منها لتشفي غليلك وتشبع نهمك وتروي تعطشك ولهاثك الدائم للتلذذ بغلطة شاطر أو صيد ضحية في موقف تحسد عليه ، حتى لو لم تظفر بهذه الغنيمة من أخطائهم لن يكون أكبر همك فليس من الصعب عليك تلفيق التهم واختراع المبررات المبنية على شكوكك أو غير شكوكك فمجرد فبركة موقف لصالحك تظهر فيه تقصير شخص تخشى نجاحه سيفي بالغرض ، لتكلل جهودك أيها المخلص بالنجاح وتصعد على أكتافهم وتبني مجدك على أنقاضهم .

تهمش جهودهم وتبرز قصة كفاحك وعصاميتك الفذة ومدى ولائك المستميت لرب العمل وهمك الوحيد كما يبدو هو مصلحة العمل وتظن أنك بعد كل هذا لم تتعر أمام الجميع ، ليسوا حمقى ولا معتوهين حتى لا يلاحظوا حقدك الذي طال الجميع وليس فردا واحدا منهم فأنت تزيح من طريقك كل من يعيق تقدمك بأي طريقة نزيهة كانت أو غير ذلك ، أيها المتحاذق يحق لك ذلك طالما أنك لا تخشى مراقبة الله لك ، فهل يهمك العباد ؟!

تلك ( الأنا ) هي كل ما يستحوذ على تفكيرك وتذلل أمام رغباتها العقبات وتظن أنها مغمورة تحت ابتسامتك المقيتة وهي تطفو على السطح وتلوح للجميع بكل سماجة ، ويصدق عليك المثل القائل : (( كل يرى الناس بعين طبعه ))
حين تتهم الآخرين بأنك يا فلان في الموقف الفلاني قصدت كذا وتتقمص دور الناصح يا فلانة لا تشمتي بمصائب الآخرين .. ما أدراك ؟ سبحان الله تتهمنا بشعورك الحقيقي تجاه هذه المواقف ، عجبا لأمرك هل أنت مطلع على الغيب ؟ تظن أننا نتشفى بفلان ونفرح على وقوع فلانة بشر أعمالها ؟ كيف لك أن تتكهن بما في سرائرنا ؟
إننا يا عدو نفسه نأسف على حال المبتلى ونتمنى لو لم نشاهدهم في تلك المواقف ، لكنك تظن ألناس كلهم ينظرون بمنظارك ، فليتك تراجع نفسك وتحاول أن تصلح حالك بالعودة إلى ربك وتحسين إسلامك حتى تستقيم أخلاقك وتداوي أسقامك .

تحيتي وتقديري لكم
السبت : 10 فبراير 2007 م

مشاركة على مشاركة على
العودة إلى قائمة الأشعار