ألم لا أستطيع وصفه
كنت اتحرق شوقا للقائه
جلست في ذلك المكان
أسند ظهري الى الجدار نفسه
لكنه اليوم جدار بااااارد
يلفني بقشعريرة اليأس
بعكس شعوري في المرة السابقه
تلك الليله التي كنت أرتب للقائي به
كيف سأستقبله
بأي ثوب وأي عطر
أرتب لنزهة الوعد الضائع
الليلة القمراء تتلألأ على خميلة البحر
أجهز لذلك العشاء الساحر
حيث تلتقي عيناه بعيني
وتلك الهدية التي تنتظر
أعيد ترتيب أفكاري أكثر من مره
أشياء كثيره أتشوق لأريه اياها
لم أستطع النوم
كالطفلة التي تغالب جفنيها ليلة العيد
ولما حان اللقاء
كان سريعا جدا
مر كلمح البصر
لا انكر فرحتي
لكنها كالعادة أسيرة قدري
لم تتعد دقائق
كنت أرقب عيناه بشوق يُـقتل
وهو يخبرني انه مغادر
وكالعاده
هناك عذرٌ واه ٍ
رحل
................
ترك علامات استفهام
لكنها مفاجآته التي لا يبخل بها علي
تعلقت به أكثر وأكثر
لابد شعر انه امتلكني من جديد
وحين تمتلك الأشياء تفقد بريقها
ويفقد التفكير فيها بهجته
وحينما تفقد الشمعه وهجها ... تكون قد احترقت
جاءت الصدمه
لقد قرر الانسحاب
لماذا ؟
حين نملك أمانينا نهملها
بعد ان تكون اصبحت في ايدينا
ما أعجب طبع البشر
لكنني لست أشياء
ما أحمله له في قلبي شيء عظيم
مشاعر لا يحملها غيري
هو وحده من يدركها
الصدمه ؟ لن أتكلم عن هذه الاخيره
لأنه عاد بعد طول غياب
عاد ليكمل الوهم الجميل
حيث مشاعري المضمار
وقلبي الجريح جواد السبق
لا أعرف كيف تذكرني فجأة
لم أتنازل عنه بسهوله
لم أستسلم
لأن ما يربطني به لم يكن مجرد وهم كما يظن
انه أعظم احساس في كياني شعرت به مذ عرفت الحياه
هناك سبب أقوى من حبه المزعوم منعه
قد يكون طارق طرق فؤاده
فرجحت كفته في ميزان العقل عن كفة هواي الذي بات مملا
غاب طويلا جدا
كانت الليلة الواحدة في غيابه تجثم على صدري ببطء السنين
كنت ضحية القرار السامي
أحتضر كل ليلة ولا أموت فأرتاح
يؤنسني في فقده الدمع السخي من عينين ذابلتين
وأنين أوردتي من داء عشق صادق ووفاء أحمق
كل شيئ حولي يذكرني به
لقد ترك ملامحه بين ملامحي
وحزن عميق لن يبرح أضلعي
جرح لن يندمل
وكيف والنزف لا يزال
ابتهلت كثيرا الى الله ان يعود
فعاد فكأني أطير فرحا به
لكننا لسنا كسابق عهدنا
تمكنت منا الايام
الطفلة المدللــه اغتيلت
وهــهنا تقبع امرأة أنهكها الحزن
بملامح مرهقه
وقلب مشوه
بلا فرح
بلا شوق
بلا أحلام
بلا جمال
وفارسها وملاكها ذهب الى غير رجعه
واستبدل بمهرج لا مبالي
لأنه بقلب اقتلع منه الحب
وتسليته تقتلها ولكن بكامل رضاها
لأنها تخشى شبح الفراق
ففضلت البقاء في الهامش على الخروج من صفحته .