Almuhajra

الشاعرة

جلمود العنيد

والتقيا في محطة جديدة ..

هي : عاش من شافك

هو : لا أجد وقتا

هي : أنا أيضا أنتظر السنوات القادمة حين أفرغ من مشاغلي لعلي أجد وقتا لنفسي

هو : ستجدين وسيكون أجمل وقت تحظين به

هي ضاحكة : تعتقد سيسعفني العمر

هو : سيكون أجمل عمر للكتابة

هي بنبرة حزن وخوف من المجهول : ربما _و تبتسم _ من يدري !

تستدرك : أعرفك منذ ثمان سنوات و لم يسبق لي أن سألتك عن عمرك ..
هو : في أواخر الـ 41
هي : حقاً ؟
هو : هل يفترض أن أكون أكبر ؟
هي : لا ، بالعكس مظهرك يبدو أصغر .. العمر كلو كما يقول اخواننا اللبنانيين
هو مبتسما فقط : يسلمو .. كما يقولون أنفسهم
هي : كم يسعدني أن تبتسم
يصمت
هي : متى سيتغير حالك ؟ يضايقني أن أجدك حزينا هكذا
هو : أتغير لكن حسب المناخ ان كان باردا فالتغير بطيئ والعكس صحيح
تنصت له محاولة أن تفهم غموضه مادام نطق أخيرا
هو مسترسلا : بالنسبه لكل حاجه تخص( جلمود) ومطالبه وأمانيه دخلت الآن في السبات الشتوي .. واحتمال أن يكون هذا وقت العصر الجليدي لها
هي ترد وبكل ثقة : لا
مستحيل
أتعرف لماذا ؟
لأن جليدك محاط بسقف من الاحتباس الحراري
وهو عرضة للذوبان
وتستطرد : واحتمال أن يزيد منسوب المياه
يقاطعها هو : لا أعتقد بوجود احتباس حراري حول دائرتي القطبية
هي ببديهية : طبعا لن تشعر والا ماكان ليسمى احتباسا
والاحتباس في أي لحظة سيـؤدي الى .......
فيقاطعها
(يبدو أنها نجحت في انتزاعه من قوقعته ) فيكمل جملتها : إلى ثقب في طبقة الأوزون ؟
هي وتحاول أن تهرب من تلاعبه اللفظي دون أن تفقد مغزاها من الحوار
هي أيضا : يؤدي إلى تغير أو تحول في الطبيعة أما الثقب فهو موجود
هو بكل مكر : أين ؟
تقفز الى ذاكرتها تعابير تفضي الى الضحك لكنها تتماسك أمامه فتجيب بكل رزانة: الثقب موجود في الغلاف الجوي
( وكأنها أتت بجديد )
ثم تعود وترتجل : أنت تتظاهر بحماية البيئة والحد من تأثير الثقب في ظاهرة الاحتباس الحراري عبر زراعة طحالبك المعقدة
الثقب الذي تخشاه سيكون فسحة الأمل والفرج
هو : لست أنا من يرد الفرج أو يديم الضيق .. الفرج من الله سبحانه
أنا طرقت الباب وكان مسدودا
هي : لم اليأس حاول مجددا
هو : انا افهم الواقع أكثر من فهمي للأحلام أو الخيال
هي : (كم أعشق جمال عقلك وأتوق لتذوق حلاوته لولا قوالب الجليد التي تغلفه بها ..
فلا تنتظر أن تذوب حلواك في فمي قبل أن نصنع معا حرارة تذيب جبال جليدك ،
تريد أن تخرج من قمقم الحرمان ابحث عن معول تحطم به من الداخل الى الخارج)
خجلت من مصارحته وعادت للتورية والتلميح : ما رأيك بهذه الكلمات الشاعرية المستعارة ؟وكأنها استعارتها!!

أجاب جلمود العنيد : أنا لا أريد الخروج من حرماني
ردت مستاءة : إذن أنت تتلذذ به؟
هو : لا
هي : بلى
هو : نعم الحرمان الأبدي خير من عطاء قد يتبعه حرمان آخر
فهمت انه يخشى من ارتباط يتبعه جرح وحينها سيتجدد نزفه ويكون الوجع أكبر
فاستدركت قائلة :

لو كان هذا الشخص يعجبك ويستحق العناء ولديه بوادر عطاء تلوح في الأفق فلا تغلق الباب في وجهه أعطه فرصة جديدة لكن قبل أن تصدر حكمك حاول أن تفهم مطالبه فإن كان لايستحق فاتركه لأنه ببساطة لم يصل لمرتبة الشرف والمنزلة التي ستشفع له في قلبك
عزيزي إن العطاء قبل تكون المشاعر ليس له معنى إنه على العكس سيجهضها قبل أوان المخاض
صحيح أن الغريزة بالارتباط ستستدعي المشاعر لكنها ستكون منذ البداية جافة ليس فيها شوق الحب ولا حرارة اللقاء


رد عليها :
كل شي جائز لكن أهم شيئ مالذي يحرك مشاعر الشخص نفسه هل هي الرغبة أم شيئ آخر

ردت عليه : الاحتياج مفهوم يتعدى الرغبة للاشباع الغريزي والا ماكان هناك خيانات زوجية

الاحتياج قد يكون عطش عاطفي

ظمأ للاحتضان ، الأمان ، الدفء ....

وبعد أن يكتفي عاطفيا ويتزن سيملأ باقي الفراغات الروحية والحسية لدى الطرفين

رد عليها :
كلامك في محله .. لا أنتقد منه شيئا ، لكن الناس أجناس .. هناك من يبحث عن .. وهناك من لا يفكر فيه .. هناك من يختار الطباخ الماهر وهناك من يحب الصوم والفطور على بصل

ردت عليه يائسة :
مستحيل أن تقتنع بنظريتي لأن كل واحد منا مخلوق من كوكب آخر
عقل الرجل وتركيبته تختلف تماما عن المخلوق المرأة ومن هنا ينشأ الاختلاف والانجذاب بينهما
لكن المحك : من الطرف الذكي منهما الذي يجد المفتاح المناسب ويلج للآخر من بابه
هو : كلامك في محله .. وكله صحيح
هي : لماذا تعتقد انه يستحيل ان يكون هناك من يحتوي الآخر ويتكامل معه ويوجد راحته وباتزان لا يعيده للحرمان
ستقول خيال .. ممكن لكن من الصعب أن نكون واقعيين وعقلانيين على وتيرة واحدة ونحرم أنفسنا ما أحل الله وأنت لا تستطيع أن تمنع الحياة من أن تنكد عليك ساعة من نهار
هو : تعنين ان قابلني شخص بالحرمان ابحث عن غيره ؟
فأنا بالنسبة لي المشاعر ليست أثاثا يسهل نقله أو تغيير مكانه
هي : بهذه أوافقك
هو : وحتى لو حاولت كم شخصا يلزمني مقابلته وتبديله حتى تتحرك مشاعري؟ لا فليكن العطاء قبل المشاعر
هي : سبق وأخبرتك أن العطاء قبل المشاعر ليس له معنى بالعكس يجهضها قبل المخاض
هو : نعم لكن هذا مع ذوي التركيبة المعنوية لا الحسيه
هي : حسن ، كلامك لا غبار عليه لكن أجبني قبل أن نفترق مجددا من أي تركيبة أنت ؟
هو مبتسم للمغادرة : يفترض انك تعرفين الجواب
هي : أنت من النوع الحسي
هو مضللا لها : لا
هي : بلى
هو : حياتي كلها انتظار في انتظار والوقت يطول والعمر ينفذ
هي ضاحكة : عزيزي عدنا حيث بدأنا لا جديد أراح الله قلبك >> وقابلني اذا ارتحت وانت هكذا ؟
من يدري لعلك تجد نصفك الآخر من نفس تركيبتك
هو : من قال اني انتظر أن أجده
هي بعد أن ضاقت به ذرعا وبعناده اللذيذ : هو موجود بدائرتك شئت أم أبيت يعني لاصق لك
هو متعنتا : لاصق باي صفه ؟
هي : الالتصاق يحدث بسبب عدة عوامل فيزيائية منها الانجذاب بين جسمين او عامل الحرارة او التكامل او ناتج ارتياحي يستقر بعده في سكون ويحتفظ اثناء سكونه بالطاقة الكامنة لاب لاب لاب
يقاطعها :المسألة لا تحتاج لمعادله كيميائيه أو فزيائيه إنها تحتاج لمعالجه عقلانيه
هي : حسنا فليكن أيها المغرور فهذا الكائن فطري لاصق لانك جذاب ولانه منجذب زين كذا ؟ >> اوت ذا تيكست
هو مترجيا مرخيا الحبل الذي شدته : شخص يرتجي منك الكثير وانت تهمله ولا تفكر في مطالبه .. فسوف يتغير لطلب غيرك >> ماكنه يهدد ؟
هي : الالتصاق مسلم به اما تحقيق المطالب يعني تذوب فيه ويتحول الملتصقين الى واحد تحتاج لجهد من الطرف القاسي وأن يتخلى عن انانيته ويقدم مطالبها على نفسه >> بالله كم مرة شرحتها المسكينة ؟
والآن سأودعك على أمل لقاء قريب فقد كان يومي متعبا بسبب تلميذ عنيد ربما عاقبني على جرح قديم.




المهاجرة

الثلاثاء الموافق 19 محرم 1431هـ

مشاركة على مشاركة على
العودة إلى قائمة الخواطر