Almuhajra

الشاعرة

ذات صيف رطب

محطات 11







مدخل >>>


يا بحر من زعلك ؟



ليش هايج ..



ليه حزين

لا تغيرك السنين ..





جلست أراقب هذا المخلوق العظيم
أنصت لحديثه الأعذب من موسيقى التركمان
هنا وشوشة من نوع خاص
يعشقني هذا الغامض
وأنا متيمة بسحره
وحين تكتمل الحميمية
تضمحل الحواجز
استضافني بعتاب المدلل
وكأنه يسأل عن الغياب الطويل
والعودة بهدوء بارد
جلست القرفصاء
وحيدة أمام جبروته
سعيدة بالانفراد به
أتأمل أطرافه المترامية
أتلمس بعيناي ظهره المخملي ممتدا عبر الزمن
تتلألأ عليه أضواء الفنارات
ويعبث به الهواء من كل الاتجاهات
بمختلف التيارات
في الفجر نسمات
وفي الغروب رحيل عابرة القارات
سرح الفكر بعيدا عنه
ووتيرة أمواجه تعلو شيئاً فشيئاً
فأعود إليه
أرقب كل ماوقع عليه ناظري منه بصمت ورهبة
أقلب ناظري بين ذراعيه
وأتوقف في وجهه
أخفض رأسي نحو الزبد المقبل
أقترب منه
فيزبد ويرعد
وفجأة
هاج في وجهي
لم يكتف بتعابير الغضب
التي بدت جلية على صفحته المجعدة
أخذ يستجلب المدد من لجته السوداء
ويلفحني به
فأنكمش
ويتسلل إلى نفسي الوجل
وكلما أطبق علي الصمت
ارتفعت نبرات غضبه
نوبة أحاول تجاوزها

---------



نظرت الى السور خلفي
فتذكرت ذات صيف رطب
قبل سنوات
بائع جوال
يتجول على دراجته بأكياس الماء والعصير البارد
يسقي رواد البحر
الرياضيين
العشاق
ضحايا الحزن
أذكر أني ظننت أنه عامل آسيوي من هيئته وسمرته
كلمته بالعربية المكسرة
فجاء الرد بلهجة الأحسائي
لا أعرف لماذا رق قلبي وقتها
حزنت لحاله
أجابني أنا سعودي
كانت أموري على مايرام
لكني الآن بلا عمل
مرضت زوجتي ثم توفيت
وتركتني مع ابنتي
تأملت حاله
هان علي حزني
كم تقسو علينا الحياة
لا أعرف لم تذكرته الآن فجأة
علما بأني أقف بجانب السور نفسه كثيرا
والذكريات في هذا المكان كثيرة
عدت الى رفيقي المكفهر
أخرجت من حقيبتي ظرفا يتنقل منذ أشهر بين حقائبي
احتوى شهادتي خبرة تخصني وصديقتي الأحسائية
يا الله .. مفارقة
............
.. كم أفتقدها
اندمجت في تدوين شجوني على ظهر المظروف
شعر الواجم بإهمالي
شعرت برشقة باردة
قذف بقطرات منه على قدمَيَّ
بلغتني
رغم علو الصخور التي كنت أجلس عليها
جالسته قليلا وإذا بأنغام جميلة تطرق أذني
أكتفي بهذا القدر من الخلوة أيها الحبيب الغاضب
سأتجه حيث الناس
وحشر مع الناس عيد ..
اقتربت من المكان
فرقة من الشباب
يحيون المكان بما نسميه (طق)
وأي طق ؟ طق دواسر
وليرضوا جميع الأذواق
عزفوا على سمسمية الغربية
أبدعوا وجمعوا الخلق حولهم
فوق ربوة عالية
اختلط الطرب بالأنس في ليلة عليلة


اضغط هنا لمشاهدة الصوره بحجمها


بعد العشاء
خرجت من باب المطعم
من خلف سياجه وأشجاره القصيرة
تراءى لي
شاب جميل يلبس الزي السعودي الشماغ
لكن ما هذه الطقطقة التي ترافقه .. الله أعلم
اتجهت لبضع درجات في مخرج المطعم
وإذا بالشاب الطويل الوسيم متكئ على عكاز تحت ذراعه
يحاول جاهدا أن تستقيم مشيته المترنحة .. عافانا الله
لا حول ولا قوة الا بالله
أي حادث شنيع أحاله إلى معاق
لكن المتأمل في حاله
سيذهل بهذا الرضا
هذا الصبر والكفاح
اندماجه في المجتمع
أدركت أن الأمل روح الحياة



توقفت أمام كشك كتب في البحرين
وجدت شتى الأصناف
حتى أنساب بني وائل
بعد وقفة طويلة وتقليب بين هذا وذاك
استوقفتني
أقصوصة آلزهايمر
للراحل القصيبي
كم هي كئيبة
لكنها كآبة يجملها الراحل
بأسلوبه المحبب إلى نفسي
كل التفاصيل
ترك فيها شيئا منه
جرأته
رومنسيته
مسحة الحزن
تكلم عن سياسة الأرض المحروقة
أرض الماضي المحروقة
سبب الكآبة
أن أصبح رجلاً بلا ماضٍ
بلا ذكريات
ينسى أبسط الأمور
اسم زوجته الأولى
أول موعد غرامي
أيام البلوغ
الذكريات السيئة والجميلة
أول إهانة في صغره
الحب الأول
أسماء الأصدقاء
الأرقام
مراحل المرض الثلاث
مرحلة التحول الى خضروات بشريه كما يسميها
نبذ الأحبة لقريب مصاب
الغلاف أسود
الرسوم تجريدية
كاملة الحزن والكآبة
ليس حزنا بألفاظه المعهودة
إنه الحزن الذي يولد نتاج جمل ساخرة





>>>
المرسل : غير معروف
ليتك تعرف ان الهوى سهم ذباح
وقلووووب عشاق المحبة رقيقة

مشاركة على مشاركة على
العودة إلى قائمة الخواطر