الشاعرة
طلب مني أحد إخوتي معاودة الكتابة من جديد
معبرا بقوله ( أنت لا تخرجين أجمل ما عندك الا بالحرق ، كعود زاده الإحراق طيبا )
قلت له : أنا الآن عود مبطي لو تشب فيه بقاز ما دخن ..
واظنه جزاه الله خير استفزني للكتابة هذه الليلة من جديد
وها أنا أكتب لكم كيبورديا كما يقال بلا مراجعات ولا تنقيح خواطر ليل كئيب صامت ..
فتقبلوها كما جاءت بحلوها ومرها .. مع صافي ودي
لحظات قليلة تلك التي تفصل بين دوامة الألم وزواله
خلال الألم تكون الدنيا ضيقة كخرم الإبرة وتنعدم اهتمامات الانسان بكل ما حوله
عدا التفكير في ألمه ومحاولة إزالته
فإذا ما من الله عليه بالعافيه انشرح خاطره وهدأت آهاته وسكنت نفسه
فكم من صحيح متعافي لا يقدر قيمة هذه النعمة
وكم من مريض مبتلى يشكر الله ويحمده ويرجو عفوه
بعض الشوارع في مدن الوطن الغالية مرصعة باللآلئ
فحين تسير بين أحيائها خاصة بعد غروب الشمس وانسدال مخملية الليل
تنكشف تلك الكنوز الأخاذة اللامعة
فكأنك في هالة من الخيال وعالم غريب لم تعهده عيناك
ألوان وأشكال وأحجام منتشرة حولك وأنت تسير
تتلألأ في الليلة القمراء وعلى أضواء المصابيح
تسير بكل حذر وخوف .. نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
تلوم نفسك على عدم لبس حذاء واقي كأحذية الجيش أو الجزارين ..
إنها هواية أطفالنا الأبرياء الغير قابلة للانقراض
تكسير القوارير
.. حالة مستعصية وسلوك ينبي عن لا انتماء
هل تحتمل الظاهرة وصفا معقدا بنفسية سيكوباتية عدائية
أم أنها مجرد همجية عبثية باتت هواية يومية على قارعة الطريق ؟!
هناك ما يشير الى ممارسة سلوكيات غريبة لتفريغ شحنات الغضب والجنون
منها تكسير الاطباق والاكواب
فبدلا من أن تكسر الزوجة رأس زوجها الخائن
وبدلا من أن يحطم الزوج ضلوع زوجته الحمقاء
ينصح باقتناء طقم من الزجاج الرخيص ..
وهؤلاء الصبيان يمارسونها فعليا جماعيا وفرديا
فبم عساهم يشعرون ؟!
أتحقق لهم ارتياحا معينا لا يشوبه قرص ضمير ولا لوم كبير
أم تفاقم الحالة وتولد مزيدا من الحنق والرغبة في .. التدمير !!
لا يهم أن يفهمك الناس على حقيقتك
لأنك مهما استهلكت العمر في رضاهم .. فلن تطيق
المهم أن ترضي ربك ولا تظلم نفسك
ليس كل ما نقوم به من سلوكيات مثالية صحيحا :
فعلى سبيل المثال التوقير الزائد لشخصية تحترمها وتجهل خباياها قد يفاجئك مع الزمن بأنك مخطئ :
فلا أنت الشخص المثالي الذي يقدر الناس ، ولا هذه الشخصية تستحق توقيرك والمكانة التي رفعتها لها
ولستما للأسف الا ساذج يجهل ثقافة العلاقات الاجتماعية المعقدة
ومريض نفسي يرى توقيرك ضعفا وحاجة
وتكون بذلك ساهمت في رفع لبنات برجه العاجي
وعزلته في صومعته النرجسية
فلا ينظر للناس الا من علو
ولا يناله منهم في قدره الا انحدار ودنو .
نكتشف أحيانا أننا ومنذ زمن ليس بالقصير قد نذرنا أنفسنا لخدمتهم
ننسى أنفسنا .. رغباتنا .. ما نحتاجه لصلاح أمرنا وخصوصيتنا
بالمختصر .. ندرك أن الفائدة الدنيوية لن تتحقق بصحبتهم بل بصحبة أخرى في طريق معاكسة
نقدم لانفسنا أعذارا تعفيهم ونشعرهم أننا ممتنون لهم
فلا يشعرون بقيمتنا ولا أهميتنا وحتى لحظات الاهانة التي نتعرض لها بسببهم
لا يكترثون لها بل ان الجرح يأتي من أعزهم فنحتضنه ونبتسم
نبقى .. نفي بعهود لم تقطع .. وجميل لم يسدى ..
وما ذلك الا لأن الهدف سامي
صلة الرحم .. البر .. رضا الله تعالى .
-----------------------------------------------
القريب بصلة الدم البعيد عن العين يحظى أقله بالمودة ولو في المناسبات
فإذا ما انتهت هجرته أو غربته وأصبح قريبا ، أدرك معادن الأقارب على حقيقتها
فتنقلب المعادن كلها إلا ........... الذهب يبقى ثمينا لامعا لا يتغير
تحياتي لك أيها المعدن النفيس.
------------------- أمامك تحويـــــــلة
حين يتحول أقرب الأحبة بين عشية وضحاها إلى كل شيء يمكن أن تتخيله إلا محبا ..
شخص يكيل لك التهم
ينقلك كقطعة شطرنج من الابيض الى الأسود
يحولك من ملاك الى شيطان
من صديق الى عدو
من قريب الى غريب
من الخير الى الشر
من بريء الى مجرم
تصاب بالـ صدمة من سلوكه الغريب المفاجئ
لا تدرك الأمر في بدايته
تظنه جزءا من مقلب أو تسلية أو أي شيء
تحتاج الى الوقت .. لـ تفهم ما حل بك
لالا تحتاج لايقاف الوقت كما في أفلام الخيال العلمي
ربما الرجوع الى الوراء قليلا .. قبل الصدمة
على الاقل لتحيط بالدوافع والاسباب
تود لو تخرس ضجيج كل من حولك
لكن لا يهم
فأنت الآن في مرحلة متقدمة من الـ SHOCK
الأصوات حولك لا تسمعها
فقط أشخاص يمارسون معركة الحياة
أفواه تنادي .. شفاه تنبس وتتحرك بلغة لم تعد في قاموسك
أحداث تتصاعد لم تعد تهمك
شخصيات تجلها لكنك لا تشعر بوجودها حولك
تحاول ألا تكون شبحا بينهم
لكنك شبح شاخص البصر
عيون غارت
ريق جف
حرارة تشعل وجهك
ذهول يخطف أنفاسك
روح تقف في حلقومك
ضعف تام
رغبة في الرحيل
كرامة
كل ما تحيا به
فلم تنتظر
كل هذا
وعلامة استفهام ضخمة
تظللك
يحضرون
يتحدثون
يغادرون
وأنت
في
عالمك
عالم
لا
تدركه
حواسهم
تبحث عن أسباب
هل هو جزء من لعبة
هل ..
تعويذة ساحر
هل
نزول قضاء
وقدر
لسانك معقود
وفكرك مشلول
تبتلع حمما من الـ غضب
يفصل بينها زفرات تذكر بوجود رب
ليس ما حصل لك خبط عشواء
انه حكمة ربانية من رب محب
حين يمنحك كل النعم
ويسخرها لك
ثم يختارك لتكون مبتلى
وتكون سببا في تعاسة من تحب
لا تريد أن تكون خصيمه
لا تريد أن تكافئ الاحسان الا باحسان
ليس عيبا أن نخطئ
العيب الا نتراجع
الأنانية
أن نفكر في أنفسنا
....... فقط
يقول الأشقاء المصريون
اقطع العرق .. و( سيح ) دمه
وكم كان قطع العرق أليما
على النفس ثقيلا
لكن
ماهو أشد إيلاما
جرح الكرامة
..
الأربعاء، 28 سبتمبر 2011