لماذا ؟
دائما لا نقدر قيمة من يقدسوننا
دائما نقدس من لا يقدروننا؟
مهما كان لنا تاريخ طويل في الصمود من أجلهم
عند أول عثرة يمسحون تاريخنا ؟
دائما
الجاني : الناس
المجني عليه : من الناس
الجريمة : أزلية
الحكمة : استمرار الابتلاء
الرابح : الضحية
الضحية : الجلاد
اذا سمعت اسم أحدهم وأخذ قلبك يخفق بقوة وأنت تحاول اخفاء تعابير وجهك والاغلاق على مشاعرك وكتم أنفاسك ونقل بصرك هنا وهناك
فأنت تحبه
اذا كنت تحتفظ بمشاعر تجهلها لشخص ما ولمجرد أن تشتبه بأنه يميل لغيرك أو أن هناك من يتقرب منه وفجأة تصعد الدماء الى وجهك وتكره الساعة التي عرفته فيها
فأنت تعشقه وتغار عليه
اذا كنت تشعر بأن أحدهم يجن في غيابك يتخبط يشحب يتنفس بصعوبة
فأنت محظوظ لأنه م ت ي م بك
من منا لا يخبئ في الذاكرة صورا من الماضي الجميل
حين كان القلب غضا نديا يانعا
حين كان أكبر همنا اللعب
حين كان العقل صفحة بيضاء لم تسودها النوايا السيئة
قد نصادف بعضا ممن تبقوا في عالمنا من شخصيات تشكل جزءا من الماضي سواء شركاءنا في عالمنا الصغير
أو من جيل الآباء الذين نقدس زمنهم ونكن لهم الاجلال والتقدير
الوجوه ذاتها لكن مع قليل من آثار التجاعيد التي خلفتها التجارب والصدمات وفقد الأحبة
ونحن بدورنا شكلنا جيلا حسبناه مرفها لكننا مقارنة بجيل أولادنا نعتبر نخبة في التمسك بالقيم
احترام الوالدين والاجتهاد في العلم رغم أمية والدينا الكفاح الصبر
وعشنا ولله الحمد زمنا كلما تذكرناه شعرنا بالحنين وأدركنا قيمة ذلك العمر الجميل
جميل لكنه مرهق جدا للقلوب حين تقارن بين حالنا بالامس وحالنا اليوم
كنت طفلا بريئا يوقظك شعاع الشمس أكبر متع الحياة عندك لعبة أو قطعة حلوى
طفل يرفل في حنان بين جناحي والده وحضن أمه الدافئ
لا يحمل عبء مثقال ذرة في الحياة
محاط بالأمان والرعاية
واليوم
يقدم نفس التأمينات الحسية والمعنوية لجيل يتأمل فيه خيرا ويخشى تمرده
نقضي نهارنا في تلبية حاجاتهم ينامون قريري العيون ونسترق لانفسنا لحظات الراحة
يعيينا جدا المقارنة بين تقديسنا لوالدينا حين كنا في سنهم وبين استهتارهم
نظل نعلق الأمر على تغير الحياة
نرجو من الله التوفيق
وأن يرد الجميل
يوما ما
،،