لا ترهق نفسك في البحث عن سر صمتي !
سأطلعك على شيء مما يشغلني ، شيء لا يكاد يذكر ، لعلك تدفع به الفضول ويرضي منك الغرور .
فالصدر مسكون بالأوجاع ، و في الحلق غصة حزن يستعصي الحديث عنه .
أنا اليوم كطفلة تتعلم ألفباء الحياة و الناس من جديد .
تدفع ثمن الغياب عن مسرحهم الموبوء بالأنا ، باقات من زهور الإيثار البيضاء ، تنشد سبيل الأنس ، ثملة بمثاليات عتيقة ، أفجع برؤيتها تدهس على جسور الوصل ، يحولها سوء الظن لأشلاء
من الخيبات المتعفرة .
كم هي مؤلمة صدماتنا المتوالية بأعز الناس !!
يلجمني الذهول ، تغيبني الدهشة ، أفقد التركيز ، و أحتاج الوقت لأستعيد وعيي !
أتشبث بإيماني بالله ثم بثقتي بنفسي يؤنسني بريق المعادن التي لا تصدأ رغم العواصف الماطرة .
لذا أهملتُني ، وتركت نوافذ الروح مفتوحة ، لعل لص النسيان يتسلل الى الخاطر الجريح ، يسلب الذكريات الأليمة تفاصيلها ، و يرديها ملامح ،
لا أريد أن أتذكر انسياقي خلف مثاليات جعلتني في عيونهم ضعيفة يداس ظهري ولا أشتكي .
حين يفسر التسامح ضعفا والحرص خبثا ويصدق الكاذب نفسه فهنا موازين قُلبت و قيم في نظري اهتزت .
عفواً / يا كل من غرستم في نفسي فضائل الصدق والشفافية والتسامح والتواضع سأرمي بهذه القيم عرض الحائط !!
أحتاج أسلحة جديدة من الزيف والأنانية والمكر كي أتعايش مع مخلوقات لا ترحم الضعفاء في هذا الزمن !!
ليس هذا كل شيء ، لأن أجمل الأشخاص في حياتي يعطرون طيات الكتاب
سأخبئهم بعيدا جدا في فصول الوفاء ، بعيدا عمن دنسوا البياض !!
*مهاجرتكم*